منتدى المنافسة العربي الخامس: نشر ثقافة المنافسة العادلة في المنطقة العربية (بيان صحافي)
انطلقت اليوم الأربعاء 22 ماي 2024 أعمال منتدى المنافسة العربي الخامس في تونس. بمشاركة وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى من سلطات المنافسة الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى نخبة من الخبراء والأكاديميين وممثلي القطاع الخاص.
ويأتي هذا بهدف نشر ثقافة موحدة ومؤثرة للمنافسة في المنطقة العربية. تساهم في تحسين النمو الاقتصادي والحوكمة بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة،
وينظّم النسخة الخامسة من المنتدى كلٌّ من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادیة والاجتماعیة لغربي آسیا (الإسكوا)، ومجلس المنافسة في تونس. بالشراكة مع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمیة (الأونكتاد)، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD). ولجنة المنافسة لدى السوق المشتركة لشرق أفريقيا والجنوب الأفريقي (COMESA).
منتدى المنافسة العربي في جلسته الافتتاحية:
وتضمنّت الجلسة الافتتاحية كلمات لكلّ من وزيرة التجارة وتنمية الصادرات في تونس كلثوم رجب قزاح؛ ورئيس مجل المنافسة في تونس حسان القيزاني. ومدير مجموعة الحوكمة ودرء النزاعات في الإسكوا طارق علمي؛ والأمينة العامة للأونكتاد ريبيكا غرينسبان. ورئيس لجنة المنافسة في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية فريدريك جيني. والرئيس والمدير التنفيذي للجنة المنافسة لدى السوق المشتركة لشرق أفريقيا والجنوب الأفريقي ويلارد مويمبا.
وفي كلمتها، شدّدت رجب قزاح على أهمية استضافة تونس لأعمال هذا المنتدى التي لم تكن من قبيل الصدفة. وإنما تعكس اهتمامًا متزايدًا بالمنافسة العادلة كضابط هام لتوازن السوق، وعامل أساسي لتحقيق التنمية الاقتصادية ورفاه المستهلك. وكإطار أمثل لجذب الاستثمار المحلي وهو أمر لا يتحقق إلا في ظل اتّباع منهج يكرّس الحياد التنافسي تشريعًا وممارسة على أرض الواقع.
بدوره، أشار القيزاني إلى أن مجتمعاتنا العربية الراغبة في كسب رهان المستقبل وضمان الازدهار والتنمية. تخطو خطوات ثابتة في مجال رصد الإخلالات بالمنافسة، والتصدي لها باتباع أفضل الممارسات المنتهجة في العالم. ومما لا شك فيه أن ذلك لم يكن ليأتي لولا الدور الفعال الذي اضطلعت به المنظمات الراعية لهذا المنتدى.
ويقدّم المنتدى منصة مشتركة لتبادل المعرفة وأفضل الممارسات في مجال المنافسة، وتسهيل التنسيق والتعاون على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية. وتستفيد سلطات المنافسة خلال أعماله من التعلّم من الأقران ومن دراسات الحالة ومناقشة الممارسات الجيدة على الصعيد العالمي.
أهمية المنتدى:
هذا وسلّط العلمي الضوء على أهمية هذا المنتدى السنوي، الذي يشكل منصة لتركيز الجهود على تحقيق بيئة تنافسية عادلة ومستدامة في المنطقة العربية. والمساهمة في دعم الابتكار والنمو الاقتصادي المستدام. وأكّد على ضرورة عمل الهيئات على تعزيز المنافسة الاقتصادية، عبر تبنيها لمنهج نشط يشمل خلق مناخ من المنافسة الحرة. وإزالة الحواجز، والتوسع في الأسواق الجديدة، وضمان ظروف عادلة للجميع.
ويركّز منتدى هذا العام على موضوع نشر ثقافة المنافسة، حيث يُبرز أهمية تعزيز سياسات المنافسة الفعّالة ودعمها بنشاط. كما يتناول التحديثات والإصلاحات اللازمة لتكييف قوانين المنافسة والسياسات الخاصة بها، مع التحوّلات الاقتصادية التي تحدثها نماذج الأعمال الجديدة والتطورات التكنولوجية. مثل انتشار الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، بحيث تتصدى التشريعات للتحديات الناشئة من دون أن تعوق الابتكار.
قيمة مواصلة المنتدى سنويا:
وفي كلمة مسجّلة، قالت غرينسبان إنّ استمرار المنتدى عامًا بعد عام ووسط سلسلة من الأزمات، إنما يثبت قيمته. وأضافت “دعونا نترك هذا المنتدى متجددين في التزامنا بالعمل معًا لبناء أطر سياسات المنافسة التي تحقق تكافؤ الفرص. وتحمي الفئات الضعيفة، وتخلق الفرص للجميع. ففي عالم يزداد فيه الاضطراب، من الممكن أن تكون الأسواق التنافسية منارة للاستقرار والتنمية المستدامة. وهذا أمر يستحق أن نناضل من أجله”.
جلسة خاصة بالشباب:
وتلت الجلسة الافتتاحية جلسة خاصة حول “الشباب العربي في ميدان المنافسة” تمّ خلالها منح الجوائز للفائزين في “تحدّي المنافسة الطلّابي”. الذي أطلقته الإسكوا ومجلس المنافسة التونسي في مارس الماضي. بهدف زيادة وعي الطلّاب في تونس وفهمهم لهذا الموضوع، وإشراكهم في الحوار والأبحاث حول مواضيع المنافسة في المنطقة. وفاز فريقا طلاّب من كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية في جامعة قرطاج في تونس. ومن كلية الحقوق والعلوم السياسية في سوسة.
وأضاف جيني “يجب ألا ننسى أن إنفاذ القانون الفعّال والعادل ضروري ولكنه ليس شرطًا كافيًا لظهور المنافسة وتطورها. يجب ألا ننسى أيضًا أن المنافسة تسود فقط إذا نجح المستهلكون في مقارنة الأسعار. ومكافأة الشركات التي تلبي طلباتهم على أفضل وجه.”
وكانت الإسكوا أطلقت منتدى المنافسة العربي في عام 2020، بالشراكة مع الأونكتاد ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. بهدف إنشاء منصة لتبادل المعرفة حول سياسة المنافسة وإنفاذها لأصحاب المصلحة العرب.
بدوره، قال مويمبا إنّ الأسواق تتطور بسرعة وتحتاج سلطات المنافسة إلى التعاون والتطور بسرعة أيضًا لمعالجة مخاوف الأسواق الناشئة. ومثل هذه الفعاليات هي مقدمة أساسية للتعاون الفعّال.
وأضاف: “يمكن قول الكثير اليوم ولكن أرغب في الختام بالإعلان عن أن لجنة المنافسة لدى السوق المشتركة لشرق أفريقيا والجنوب الأفريقي. ملتزمة بدعم هذه الجهود وتتطلع إلى التعاون الأعمق مع الدول الأعضاء والجهات المعنية، لجعل هذه الجهود حقيقةً”.