عيد الشهداء | 9 أبريل 1938: دماء مختلطة بين الماضي والحاضر…
اليوم الجمعة التاسع من أبريل 2021 تاريخ تحتفل فيهتونس بعيد الشهداء الذي إنقضى عليه 83 عاما. وهذا بمطالبة الشعب الكريم منذ عام 1938 بالإصلاحات السياسيّة، من خلال إحتجاجات شعبيّة قبل الإستقلال.
خضعت تونس للسيطرة الفرنسية عام 1881، وبدأت الحركة من أجل الاستقلال عام 1920 بإنشاء حزب الدستور السياسي. في عام 1934، ازداد الحماس من أجل الاستقلال مع تشكيل حزب جديد يسمى “نيو دستور” بقيادة الحبيب بورقيبة الذي أصبح أول رئيس للبلاد. إذ فضل نهج المواجهة لإجبار الفرنسيين على قبول الاستقلال، بما في ذلك استخدام المظاهرات وأعمال الشغب لزعزعة القوة الاستعمارية.
في 9 أبريل 1938، إحتشد آلاف المتظاهرين في تونس للمطالبة بإنشاء برلمان تونسي. وانتهت المظاهرة بعنف شديد حيث فقد 22 متظاهرا حياتهم، وقتل شرطي، وأصيب أكثر من 150 شخصا.
ونتيجة لذلك كله، اعتُقل الزعيم بورقيبة وأعضاء آخرون من الحزب الحر الدستوري الجديد واحتُجزوا في السجن المدني بتونس العاصمة. بعد بضعة أيام تم حل الحزب، على الرغم من أنه واصل نشاطه في الخفاء.
أعتبرت فترة أحداث عيد الشهداء مرحلة حاسمة في النضال من أجل التحرر الوطني في البلاد. وساعدت على إحداث تغييرات سياسية بعيدة المدى توجت بالاستقلال في 20 مارس 1956، وإعلان الجمهورية في 25 جويلية/ يوليو 1957.
بعد مرور سبعة عقود من الزّمن، تقريبا يعاد نفس سيناريو الإحتجاجات مرّة أخرى في 14 جانفي/ يناير 2011. الشّعب التّونسي ينتفض بشكل آخر على الأوضاع السياسيّة والإجتماعيّة في تونس. ما أدّى إلى إسقاط النّظام الدّكتاتوري زمن الرئيس الرّاحل زين العابدين بن علي، وهذا بعد مكوثه بالسلطة 23 ربيعا.
إذ نتجت بعد مغادرة بن علي تونس نحو السعوديّة، أحداثا دمويّة في البلاد بسقوط العديد من الشهداء والجرحى. بهدف البحث عن الإصلاحات والتّغيرات، التي بادت دون تحسينات جدّية تذكر إلى تاريخ عام 2021. فهاهو التّاريخ يتحدّث عن تاريخ شعب اختلطت فيه دماء الشهداء بين الماضي والحاضر.